{تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ} أخبار الغيب، {نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا} من قبل نزول القرآن، {فَاصْبِرْ} على القيام بأمر الله وتبليغ الرسالة وما تلقى من أذى الكفار كما صبر نوح، {إِنَّ الْعَاقِبَةَ} آخر الأمر بالسعادة والنصرة {لِلْمُتَّقِينَ}.قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ} أي: وأرسلنا إلى عاد، {أَخَاهُمْ هُودًا} في النسب لا في الدين، {قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ} وحدوا الله {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلا مُفْتَرُونَ} ما أنتم في إشراككم إلا كاذبون.{يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْه} أي: على تبليغ الرسالة، {أَجْرًا} جعلا {إِنْ أَجْرِيَ} ما ثوابي، {إِلا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي} خلقني، {أَفَلا تَعْقِلُونَ}.{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ} أي: آمنوا به، والاستغفار هاهنا بمعنى الإيمان، {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} من عبادة غيره ومن سالف ذنوبكم، {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} أي: يرسل المطر عليكم متتابعا، مرة بعد أخرى في أوقات الحاجة، {وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} أي: شدة مع شدتكم. وذلك أن الله عز وجل حبس عنهم القطر ثلاث سنين، وأعقم أرحام نسائهم فلم يلدن، فقال لهم هود عليه السلام: إن آمنتم أرسل الله عليكم المطر، فتزدادون مالا ويعيد أرحام الأمهات إلى ما كانت، فيلدن فتزدادون قوة بالأموال والأولاد. وقيل: تزدادون قوة في الدين إلى قوة البدن. {وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} أي: لا تدبروا مشركين.